إغضبي حين شِئتِ 

أصرخي كيفما أردتِ

كوني بركانا ،

كوني حِمماً -

تحرِقُ الأخضر و اليابس

و لا تُبقي و لا تٓذٓر

كوني جمراتِ نارٍ -

تأتي على كل شيئ ،

أفرِغي جامٓ غضبٓكِ -

في قلبي 

قلبي لن يتأوٓه !

قلبي لن يشكو !

أنا لن أصرخ ألما !

عيوني لن تدمع !

و جسدي سوف لن يبالي ،

ستجديني هادئاً ،

ستجديني مُستسلِماً

فأنا ، يوم أحببتُكِ -

سلمتك أمر نفسي ،

أوكلتكِ كل إرادتي ،

نحيتُ جانباً-

كل كبريائي

قلبي يوم الحريق -

يوم كانون ، غدا رماداً

بِتُ أبحث عن نفسي ،

خلِتُهُ في الدرابين تائِهاً

في زاوية من الزوايا مُنزوياً

رحت أتطلع -

في كل الاتجاهات ،

أذهب الى كل المكانات ،

فأرى طيفا -

من بعيد المسافات

أخاله ذاتي واقفاً

فأحاول أن أطالهُ ،

أتحسسه ،

أُمسِكهُ بيدي ،

و لكني لا أستطيع إدراكٓهُ

و أعود صِفرُ اليدين ،منهكاً

لإن من أردت إمساكه -

لم أكن أنا ،

و لم أجد لنفسي أثراً

و علمت بعد طول إعياءٍ ،

إن ما لمحتُهُ لم يكن -

إلا سراباً ، سرابا