- أريد أن يكون كما هو أنا كائن 

الانسان ، أي إنسان ، طبائعه ، خلقه و سيرته الحياتية نتاج لتركيبته الفسيولوجية ، الجينية و تربيته البيئية المحيطة و أنا واحد من الناس اللذين يستطيع الآخرون ، خصوصا المتعاملون معي عن قرب ، التعرف بسهولة على البعض من طباعي ، أنا أحب كل الناس ، أنا أثق في كل إنسان أتعامل معه ، أنا لا أكره أحداً و لا اعرف الحقد و الضغائن ، أنا إنسان يمكن التعامل معه بيسر و سهولة ، إن كان المتعامل يستطيع أن يكتشف مكامني و يفهمني ، و هناك فعلا الكثيرون من هؤلاء و خصوصاً القريبون و الأصدقاء ، و لكن بعد هذه الفترة من عمري و خصوصا في السنوات الأخيرة يؤسفني و يٓحِزُ في نفسي أن أقول إنني ربما كنت مخطئاً في البعض من صفاتي و طرق تعاملي مع الآخرين ، لأنني أجد الآن أن هناك من يستغل ثقتي و يخونني امام عيني و يتصورني غافلا عما يعمل ، هناك من يبادل محبتي بالكره و الحقد ، هذا عدا عن آخرين يقابلون إحساني و الفوائد التي جنوها مني بالجحود و نكران الجميل .

جلست مع نفسي مرات عديدة و قلبت الأمور علي أجد تفسيرا لما يجري ، فتوصلت الى نتائج مفادها إن هناك أسبابا رئيسية تقف وراء مثل هكذاتصرف ، القيم الصادقة كالمحبة ، الصداقة ، الصدق في التعامل ، الشهامة ، صلة الرحم ، شعور الانتماء للوطن ، الإيثار و التضحية .... الخ التي كانت تنتقل إلينا أبا عن جد لم نعد نتوارثها مثل قبل و بدأنا نفرط فيها على حساب المصالح المادية و غير المادية غير المشروعة ،   و هنا لا أريد أن أحمل أنفسنا ، ذاتنا البشرية كل المسؤلية عن ذلك ، فهناك الكثير من الأسباب الذاتية و الموضوعية التي لها دور في ذلك إضافة للعوامل البيئية و  المحيطة كالحروب و الأزمات الاقتصادية و لكن بالنتيجة هناك الكثيرون ممن لم يتغيروا و لن يتغيروا و هناك المتغيرون الى حد لا يمكن لنا إستيساغه و هناك من يتراوح بين هذا و ذاك ، و بالنتيجة نحن لسنا الا بشرا ، ولا أجد أخيرا الا أن أقول أنني لا يمكنني أن أتغير بعد هذا العمر كما و أقول عن من لا يتعامل معي بمثل ما اتعامل معه  ، إنه يتعامل معي ليس قياساً على نوعية تعاملي معه بل حسب صفاته ، مصالحه و أخلاقه هو و اخيراً أعود لاقول إنني ربما أكون مخطئاً في إستنتاجاتي هذه و ربما يكون الآخرون هم المخطئين و سبحان من لا يخطأ .